شاركت دولة الإمارات في أعمال القمة العالمية لتجارة الهيدروجين 2024، التي استضافتها مدينة روتردام في هولندا. وقد ترأس معالي روب جيتن، وزير المناخ والطاقة في هولندا، وسعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى التجارة العالمي للهيدروجين الذي عقد برعاية المجلس الدولي لتجارة الهيدروجين ومجلس الهيدروجين بمشاركة 20 وزيراً ومسؤولاً من الدول الداعمة للمنتدى، وممثلين عن الدول المستوردة والمصدرة للهيدروجين، بالإضافة إلى 15 مديراً تنفيذياً.

تناولت المناقشات تطوير التجارة العالمية والعابرة للحدود للهيدروجين ومشتقاته من الشرق الأوسط، وأفريقيا والأمريكيتين وأوروبا وآسيا، وبحث المنتدى العديد من الموضوعات المهمة التي تتعلق بسوق الهيدروجين وأفضل السبل لتعزيز التجارة العالمية لهذا المورد الحيوي في مواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة، كما تمت مناقشة التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الهيدروجين، وتطورات السياسات والأطر التنظيمية لهذا القطاع، وفرص الاستثمار والتمويل للمشروعات المرتبطة به.

بدوره، أكد سعادة المهندس شريف العلماء أن المنتدى فرصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بين الدول والشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي، وأن المشاركة الفعالة لدولة الإمارات تأتي كجزء من استراتيجيتها لتعزيز مكانتها كلاعب رئيس في السوق العالمية للهيدروجين ودعم جهود الاستدامة العالمية، موضحاً دور هذه اللقاءات الدولية في توحيد الرؤى والأهداف وتعزيز التعاون الاستراتيجي خلال السنوات المقبلة بشأن تحول الطاقة، وخاصة الهيدروجين، حيث تعتبر الطاقة البديلة المحرك الرئيس والعنصر المحوري للتنمية المستدامة وازدهار الدول والمجتمعات.

كما أكد سعادته على أن الحوار الوزاري-التنفيذي يمثل نقطة تحول مهمة في التعاون بين القطاعين العام والخاص، ويمهد الطريق لتطوير سوق الهيدروجين العالمي، مشيراً إلى أنه وفقاً للدراسات يمكن لسلاسل الإمداد عبر الحدود أن توفر حوالي 3.7 تريليون دولار في تكاليف نظام الطاقة العالمي بحلول عام 2050، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة.

وأشار سعادته إلى أهمية الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة والمستدامة والدور الذي يمكن أن تلعبه دولة الإمارات في هذا المجال على الصعيد العالمي، كما تطرق إلى مشاريع الدولة الرائدة في مجال تطوير تقنيات الهيدروجين، والتزامها بدعم الابتكار والتعاون الدولي لتعزيز الاستخدام الفعال للهيدروجين.

وتطرق سعادته إلى جهود الدولة في تعزيز مكانة الهيدروجين ضمن مزيج الطاقة، وفي سبيل ذلك أطلقت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين- 2050 الهادفة إلى ترسيخ موقعها كمنتج ومصدر للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2031، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق هذا الهدف عبر تطوير سلاسل الإمداد، وإنشاء واحات الهيدروجين لتطوير هذه الصناعة، بالإضافة لإنشاء مركز وطني متخصص للبحث والتطوير لهذا القطاع..

وقال سعادته: "نتطلع في دولة الإمارات إلى تحقيق مستهدفات الحياد المناخي، بما يساهم في انتقالها نحو المستقبل وجعل المجتمع الأكثر ازدهاراً، والاقتصاد الأنشط والأكثر تنافسية، ودعم مساعيها في تسريع تحقيق مستهدفات أن تكون قوة داعمة للأجندة العالمية للاستدامة البيئية، ضمن رؤية "نحن الإمارات 2031"، وصولاً إلى دعم مستهدفات الحياد المناخي بحلول عام 2050، والتي بمجملها توائم مخرجات الدورة 28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "Cop28".