تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.. افتتح معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، يرافقه سعادة المهندس شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، الدورة الـ 16 من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية، الذي ينعقد بالتعاون بين شركة الاتحاد للقطارات ووزارة الطاقة والبنية التحتية ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، على مدار يومين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، وذلك بحضور أكثر من 600 من كبار الشخصيات والوزراء والمختصين في قطاع النقل والبنية التحتية، وأكثر من 6000 مشاركاً، وما يزيد عن 200 متحدثاً.
حضر الافتتاح إلى جانب معالي سهيل المزروعي، معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات في البحرين، ومعالي الدكتور رميح بن محمد الرميح رئيس الهيئة العامة للنقل في المملكة العربية السعودية، ومعالي ويندي مورتون وزيرة الدولة للنقل في المملكة المتحدة، وعدد من أصحاب السعادة والمعالي.
وقال معالي سهيل المزروعي في بداية كلمته الافتتاحية لمؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية:" فقدت دولة الإمارات العربية المتحدة قائداً كبيراً واستثنائياً كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه والإنسانية... وزعيما فذا اتسم بالحكمة والانسانية وعمل الخير... قاد بكل حكمة واقتدار منذ العام 2004 مرحلة التمكين في وطننا الغالي... نسأل الله أن يتغمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته".
وأضاف معاليه:" اليوم، ونحن نعزي أنفسنا والعالم بفقيدنا الكبير تستمر الإمارات على خطاه في مسيرة النماء والتنمية عبر انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً للدولة، نبارك لسموه، ونعاهده على مواصلة مسيرة الإنجازات وخدمة الوطن والمواطن".
وتابع معاليه حديثه:" ضمن كلمته الافتتاحية:" إن دولة الإمارات تمتلك قطاع نقل ومرافق وبنى تحتية تُعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً على المستوى العالمي، وتمتد شبكة الطرق والمترو ووسائل النقل على المناطق الحضرية، وتتكامل لتدعم النمو في مختلف قطاعات الاقتصاد والتجارية والسياحة، وإن قطاع النقل في الإمارات يحظى باهتمام القيادة الرشيدة لدوره في التنمية المستدامة، ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ونمو الاقتصادات الوطنية، نظراً لارتباطه الوثيق بقطاعات حيوية تعول عليها الدولة كثيراً للخمسين عاماً القادمة".
وبين معاليه:" إن وسائل النقل في الإمارات بمختلف أشكالها تتميز بمستواها الفائق من حيث الجودة والكفاءة، بما يضمن التنقل السهل والآمن للركاب والمسافرين، وتعزيز سهولة الترابط الاجتماعي، وحركة التجارة، وإنه بفضل الرؤى الثاقبة والمستنيرة للقيادة الرشيدة، صُنّفت الإمارات ضمن قائمة الـ 20 الكبار عالمياً في 13 مؤشرا خاصا بقطاع النقل خلال العام 2021، مما يعزز رصيد النجاحات التي حققتها الدولة في القطاع خلال السنوات الماضية.
كما قال:" نمُـر بحقبةٍ أكثر اضطراباً في تاريخ النقل والتنقل في العصر الحالي، وأن جائحة كورونا فاقمت العديد من التحديات، ما يستدعي تضافر الجهود وصياغة الاستراتيجيات التي تتواءم مع المستجدات، والمستهدفات المستقبلية التي تتمحور حول خيارات نقل أفضل وأسرع وسهلة الوصول، إلى جانب بناء شبكة نقلٍ مستدامة لأجيالنا القادمة ترسم التكنولوجيات والتقنيات الحديثة ملامحها وخطوطها العريضة".
وأكد معالي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، أن الآلية التي يفكر بها الناس في وسائل النقل اليوم تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل أقل من (5) سنوات، وبينما نعيد تصور مستقبل التنقل، فإن الركائز الأساسية لهذا التحول مرتبطة ومشتركة ومستقلة ومستدامة، موضحاً أن دولة الإمارات نفذت مشاريع كبرى تخدم قطاع النقل خلال السنوات الماضية، حيث كان لها بالغ الأثر في حصول الدولة على مراكز متقدمة عالمية في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، ومن بين تلك المشاريع التي شرعت الإمارات بتنفيذها شبكة لسكك الحديدية في المنطقة، والتي ستتعدى ربط إمارات الدولة بعضها ببعض، بل الدولة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أيضاً لتشكل جزءاً أساسياً من شبكة التوريد العالمية.
وأوضح معاليه أن قطار الاتحاد سيساهم في تغيير أسلوب سفر الركاب، ليس داخل الدولة فحسب بل وعبر المنطقة في غضون السنوات المقبلة، مما يؤدي إلى خلق فرص اقتصادية جديدة وتطوير وتكامل مجتمعات جديدة حول السكك الحديدية والشبكة، الأمر الذي سيشكل أيضاً أساساً للتجارة والخدمات والمناطق والمدن الاقتصادية في المستقبل.
وأشار معاليه إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية حرصت على تطوير وتحسين شبكة الطرق من خلال زيادة أطوال الطرق الاتحادية في الإمارات؛ حيث بلغت أطوال الحارات المرورية للطرق الاتحادية إلى 4300 كيلومتر خلال الـ 20 عاما الماضية، تربط بين مناطق الدولة ومدنها بشكل انسيابي ومرن، ما يعكس حرص الوزارة على تطوير وتحسين شبكة الطرق بجودة عالية و التي ساهمت في تلبية احتياجات التوسع والانتشار السكاني والعمراني، واستيعاب الزيادة المتنامية في الحركة المرورية، فضلاً عن تحسين حركة النقل و المرور، فيما عملت على تشييد شبكات الطرق الاتحادية المدعومة بحلول الإنارة الذكية والمستدامة والموفرة للطاقة، وذلك بهدف تقليل البصمة الكربونية، والمحافظة على البيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وكشف معاليه أن الوزارة عملت، مؤخراً، من تطوير الاستراتيجية الوطنية للتنقل الذكي، لتصبح أكثر شمولاً وتطلعاً نحو المستقبل، وتدعم توجه دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، والتي بدورها ستساعد في دعم مشاريع النقل المميزة، وإعادة تشكيل أسلوب تفكير الناس بشأن النقل في دولة الإمارات، كما ستساهم في تمكين شبكات النقل، وتحسين اتصال قطار الاتحاد بالمجتمعات الأوسع إلى جانب شبكتها في إمارات الدولة كافة، لتوفير تكامل متعدد الوسائط وسلس، فضلاً عن دفع التنقل المشترك إلى الأمام من خلال المبادرات الرائدة.
وأوضح، أنه بمعزل عن دور الاستراتيجية الوطنية للتنقل الذكي في إيجاد حلول لتحديات النقل الرئيسة التي تواجه المسافرين في الوقت الراهن، ستشكل الاستراتيجية كذلك الأساس لتمكين أنظمة النقل البيئية الجذرية والمستقبلية مثل السفر فائق السرعة عبر إمارات الدولة، وحتى النقل البري والجوي قصير المدى إلى متوسط المدى بين المدن، وإننا ركزنا، عند صياغة الاستراتيجية، على تعزيز دور المركبات قليلة الانبعاثات الكربونية، بهدف دعم المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تتواءم مع أولويات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تستضفه دولة الإمارات العام 2023".
من جانبه، قال سعادة شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات: "تعمل شركة الاتحاد للقطارات مدفوعة برؤية ودعم القيادة الرشيدة وتوجيهات سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد رئيس مجلس الإدارة، بهدف رسم ملامح مستقبل قطاعي النقل والخدمات اللوجستية في الدولة، إلى جانب تعزيز ربط القطاعات الصناعية والتجارية والشركات والأفراد، وترسيخ مكانة قطاع السكك الحديدية ضمن المبادرات الحكومية الشاملة على مستوى دولة الإمارات".
وأضاف: "يسلط هذا المعرض الضوء على جهودنا بالتركيز على جميع المستخدمين المحتملين لشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية وعلى تغيير المفهوم العام لحلول نقل الركاب والبضائع عبر تقديم خدمات أسرع وأقل تكلفة وأكثر موثوقية واستدامة، حيث يوفر هذا النهج منصةً تعزز مكانة الشركة الريادية بين مزودي هذه الحلول في دولة الإمارات. كما تعمل شركة الاتحاد للقطارات على تمكين الشركات من النمو الازدهار ومساعدتها في اتخاذ قرارات لوجستية مختلفة تساهم في رفع مستوى الكفاءة وتوفير بدائل أقل تكلفة لنماذج أعمالها".
وتابع سعادته: " نجحنا بعد 28 شهراً من انطلاق العمليات الإنشائية في استكمال 75% من المرحلة الثانية من شبكة السكك الحديدية الوطنية لدولة الإمارات، وذلك بفضل الدعم الحكومي الذي أتاح لنا مواصلة العمل على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19".
وعقب ذلك، افتتح معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، يرافقه سعادة المهندس شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك فيه 250 جهة عارضة، تعرض فيه آخر ما توصلت إليه قطاع النقل والبنى التحتية المرتبطة به، حيث توقف معاليه عند عدد من أجنحة الجهات المشاركة في المعرض، واطلع على ما يتضمنه المعرض من أفكار وحلول تسهم في تطوير قطاع التنقل.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يكتسب أهمية كبرى لدولة الإمارات كونه يأتي في أعقاب إعلان الدولة عن إطلاق البرنامج الوطني للسكك الحديدية في ديسمبر الماضي، أكبر منظومة من نوعها للنقل البري على مستوى إمارات الدولة كافة، فهو يشكل منصةً لدعم نمو المشاريع الطموحة في قطاع النقل وتعزيزها بما يشمل السكك الحديدية والبنية التحتية ونقل البضائع والخدمات اللوجستية.
ويحتضن مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية مجموعةً من المؤتمرات المخصصة الأخرى، التي تشمل تقديم أكثر من 50 ساعة حول مواضيع الاستدامة والابتكار الرقمي وأساليب النقل المبتكرة، بالإضافة إلى ما يتجاوز 50 ساعة أيضاً من الندوات وورش العمل المعتمدة حول التطوير المهني المستمر، والتي تسلط الضوء على أحدث تحديات العمل التي يواجهها المهندسون في المنطقة خلال سعيهم لبناء مشاريع عالمية المستوى.